جرعة زائدة
موضوع الكتاب
قصّة يرويها فتى يتورط في الإدمان على المخدرات ثم يقرر التخلص منه مستعينًا بإرادةٍ صلبة.
كلمة القارئ
تتناول هذه الرواية موضوعًا حساسًا هو إدمان المخدرات وتقدمه من وجهة نظر مراهقين وقعوا في فخ هذه الآفة. يميّزها الإشارة إلى أن مسببات الإدمان لا تقتصر على الفقر والشعور بالفشل كما هو شائع، بل يمكن أن يكون الضحية مرفهًا وناجحًا وتتوفر له كل مقومات العيش الكريم، ما يؤكد أهمية طرح هذا الموضوع لليافعين على اختلاف ظروف حياتهم.
تصف الرواية تقلبات الحالة النفسية والصحية للمدمنين ورفاقهم وعائلاتهم، وتذكّر بأن الخوف من العقاب أو السمعة السيئة ليس مبررًا للامتناع عن طلب العلاج والمساعدة، فحتى القوانين تُعفي المدمن من العقاب إذا بادر بتسليم نفسه.
من المآخذ التي أسجلها على الرواية، إشارتها إلى الحشيش كخيار “أخف” دون التنويه إلى أنه يسبب الإدمان أيضًا، وهو أمر خطير نظرًا لشيوع هذا الاعتقاد الخاطئ. ففي أحد المواضع تجد عبارة تصف أحد بائعي المخدرات بأنه يبيعها “رغم أنه لا يتعاطاها ويكتفي بسجائر الحشيش” ثم يأتي ذكرها مرة أخرى عند ذكر مرض هذا البائع “رغم أنه أقلع عن المخدرات واكتفى بالسجائر.”
كما وجدت من غير المنطقي أن المراهق الذي قرر معالجة نفسه كان “في حالات الألم الشديد يتناول المهدئات وجرعة صغيرة من المواد المخدرة” وكأنه قادر على ضبط نفسه، رغم أنه اتخذ إجراءات صارمة لعزل نفسه لعلمه بأنه سيفقد السيطرة عليها.
في المجمل، أجد الرواية بالغة الأهمية لما طرحته من تجربة مؤثرة على لسان مراهق خاضها بنفسه، وأنصح الجميع بقراءتها، من اليافعين والكبار، على اختلاف خلفياتهم.